لا أعلم لماذا ترتعش يداى هكذا حين أحاول
أكتب وأفشى أسرار مرضاى وأرجوكم لا تسيئوا الظن بى فأنا والحمد لله طبيب منذ أكثر
من عشر سنوات ولم يحدث أن أغضبت أحد المرضى الخاصين بى أو أتيت فعلاً يضايقهم فأنا
كل ما أفعله هو إنى أحاول أن أكتب ما يعانون منه والسبب الذى أدى بهم لما هم عليه
الآن ولما وصلوا إلى تلك المرحلة وعلى الرغم أننى لا أذكر أياً من اسمائهم ولا
أيضا أكتب الحروف الأولى، الإ أننى أصاب برعشة ورجفة بيدى إذا حاولت كتابة أحد
المواقف التى تمر علىَّ وسأحكى لسيادتكم أحد المواقف التى مرت عليَّ مع تغيير
أسماء الأشخاص ومهنتهم وبداية الحدث كان بداخل حجرتى حين طرق أحدهم الباب وأذنت له
بالدخول وبدأ يقص قصته قائلاً لقد كنت على وشك الإنتحار لولا أن أنقذنى بعض المارة
من براثن الموت فاليوم يا سيدى كان الذكرى السنوية الأولى لوفاة حبيبتى وأعتقد انى
سبب فى وفاتها وأرانى صورة صغيرة لها وقال لى ها هى صورتها ورأيتها وتأملتها
وسريعاً ما أندهشت وتفاجأت وقلت له ألم تنتهى من تلك القصة اللعينة ؟ فقال لى أية
قصة ؟ فقلت له دعك منها وأنظر إلى حالك وما وصلت إليه ، لماذا أصبحت هكذا ؟ أكل
هذا بسبب إمرأة ؟ وياليتها تستحق حزنك هذا وألمك على فراقها نعم هى لا تستحق حزنك
هذا وألمك ، لماذا تنظر إلى هكذا؟ أتعتقد أننى أكذب ؟ لا إياك أن تعتقد هذا فأنا
أقول لك الصدق وإن كنت ستتألم لكن لتعى ما وصلت إليه الآن لقد ضايقتنى نظرتك تلك
فتجهم وجه وتكلم معى بنظرة يملؤها الغضب تقريباً وقال لى أتعرفنى ؟!! قلت له
ضاحكاً أرأيت لقد نسيتنى؟ أرأيت ما فعلته بك ؟ ألم أقل لك ؟ ولكى تتأكد أنى أعرفك
جيداً فأنت طيار وتعمل بإحدى شركات الطيران الخاصة وأسمك محمد عادل وعلى الرغم من
راتبك القليل الإ إنك لم تك ترفض لها طلب وأشتريت لها شقة بالمنصورة قريبة من
البحر، أتحب أن أكمل لك ؟ فقاطعنى لا لا فأنا لست طيار ولا أعمل بإحدى شركات
الطيران ولا أى شئ من هذا القبيل فأنا عملى يعتمد على الورقة والقلم وأيضاً لم
أذهب إلى المنصورة منذ أكثر من خمس سنوات على الأقل فقلت له ماذا ؟ أنا نادراً ما
أنسى أصدقائى وليس مرضاى .... ماذا هل لم تحرك كلمة أصدقائى؟ فقال لى ماذا تقصد ؟
فقلت له ألم تتضايق حين قلت لك مرضاى وقلت لى قبل ذلك أنك لا تحب تلك الكلمة لأنك
لا تحب أن تتعامل كمجنون ؟ فقال لى بصوت مرتفع صدقنى يا دكتور تلك هى المرة الأولى
والأخيرة لى التى سأتى فيها إليك أو إلى أى شخص يدعى أنه دكتور نفسانى فقلت له بل
هى تنطق دكتور نفسى فأنفجر فى وجهى صائحاً وهل هى تلك المشكلة نفسانى أم نفسى؟
فقلت له دعك من هذا كله لقد تذكرتك أنت تعمل محاسب بل رئيس قسم الحسابات بإحدى
شركات الطيران لا أتذكرها بالضبط وكان مرتبك كبير ولم تجعلها تطلب طلب الإ ولبيته
كما إنك أشتريت لها شقة بالإسكندرية فهنا جن جنون الرجل وقال لا لست انا ذلك الرجل
أيضاً فقلت له أهدأ يا ماجد فقال لى ومنْ هذا الكابتن ماجد أيضاً والله العظيم أنا
لست محمد عادل ولا أنا ماجد فقلت له وهل هذين الأسمين لا يذكرانك بأسماء شخصين
تعرفهما ؟ فقال لى على الفور لا فقلت له ومتى آخر مرة سافرت فيها ؟ قال لقد سافرت
عدة مرات متتالية فى وقت قصير فيما مضى فقلت له الآ تتذكر أحداً من الطاقم ؟ قال
لى لا ثم أردف كلامه قائلاً لا لا أنتظر لقد كان الطيار أسمه محمد عادل وشخص ما ذا
وقار وهيبة قد انجز لى أوراقى وكانت هى المضيفة .... نعم ... وأندهش وأكمل بإندهاش
ماذا تقصد هل أنا كنت لعبة بين إيديهم ؟ فقلت له لا لم تكن لعبة بإيديهم ولكن ماهو
أسمك ؟ وما هى وظيفتك ؟ فقال لى أسمى محمود جلال وأنا مدير بنك فقلت له وأين
أشتريت لها شقتها التى تقع على البحر فقال لى شرم الشيخ وأتبع كلامه بإندهاش ولكن
كيف عرفت أننى أشتريت لها شقة إذن أنت معهم فقلت له أهدأ قليلاً قلت له هم لم
يخدعوك ومن الممكن أن أقسم لك على هذا ولكن أولاً أعطنى الصورة الأكبر حجماً التى
فى جيب بدلتك فصرخ قائلاً كيف عرفت أننى معى صورة لها فى جيبى فقلت له أريد أن أرى
خطها الذى خلف الصورة مازال جميل أم ماذا ؟ وأخذت الصورة وقرأت....
إلى أجمل مدير بنك رأيته بحياتى
إلى منْ كانت له كل حياتى
هذه صورتى لكى يا حياتى..لتتذكرنى ولا تنسانى
حبيب قلبى محمود جلال
فقلت له هل من الممكن أن أحتفظ بتلك الصورة
فقال لى لماذا ؟ فقلت له حتى لا يحزن محمد عادل وماجد مجدى وأخرجت من الدرج الذى
امامى صورتين بنفس الشكل ونفس الحجم ولنفس الفتاة لكن مع إختلاف وتغيير الأسم
والمهنة.
كتابة / معتز الأدميرى