الأقسام الرئيسية

أريد عزيمة وإصرار


أريد عزيمة وإصرار


بينما وأنا فى المسجد لأداء صلاة المغرب جاء إلىَّ شاب ما بين العشرين والخامسة والعشرين من عمره تقريباً وسلَّم علىَّ وقال لى السلام عليكم فقلت له وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فقال لى هل أن أخذ من وقتك خمس دقائق ؟ فقلت له خذ ما شئت من الوقت ولكن بعد أن نؤدى صلاة المغرب فقال حسناً فلربما بل وأكيد أن كلامنا سيطول وأنتظرنا حتى أنتهى المؤذن من رفع آذان الإقامة وصليت بهم فقد كنت أنا إمام هذا المسجد وفرغنا من الصلاة ، وبعدها بخمس دقائق جاء إلىَّ هذا الشاب وقال هل لنا أن نتكلم الآن ؟ فقلت له كما تحب فقال لى نعم ولكن أرجوك لنجلس فى إحدى الأركان هناك بعيداً عن المصلين فقلت له كما تشاء وجلسنا هناك وأنتظرت حتى يتكلم لكنه لم ينطق ببنت كلمة ومرت خمس أو عشر دقائق وهو على حاله هكذا شارد الذهن مشتت التفكير ولم أعرف ماذا أفعل له  حتى بدأت أنا أكلمه وأسأله عدة أسئلة حتى أجعله يتجاوب معى ولأزيل عنه أى خجل أو توتر وبالفعل بدأ يتجاوب معى وبعد أن عرفت أسمه وعرفت أنه أنتقل حديثاً بمنزل خلف مسجدنا هذا سألته هل أنت دائم الصلاة هنا معنا ؟ فقال حسناً فهنا يكمن مربط الفرس كما يقولون فقلت له ماذا تقصد ؟ فقال لى لقد عرفت من بعض الأصدقاء الجدد أنك كنت تعيش هنا فى هذا المكان منذ أكثر من خمس سنوات ولكن منذ خمس سنوات فقط تغير حالك كليةً للأفضل ولقد قالوا وأرجوك أن تصحح لى إن كنت على خطأ أنك منذ خمس سنوات كنت تدخن وتشرب الحشيش جهاراً نهاراً ولا تخشى احدا ، ثم قال لى هل أنا أضايقك بكلامى هذا أو لا تريد التحدث معى ؟ فقلت له لا أكمل أكمل فأنا مستمع جيد وأسمعك بإهتمام فأتبع قائلاً وما سمعته عنك جعلنى أتكلم معك أنت دون غيرك وهذا كان سبب والسبب الثانى الذى جعلنى أتكلم معك هو أنك تقريباً أكبر منى بثمانية أو عشر سنوات فقط فلربما ستفهمنى حين أخبرك بما جئت به ما اجلك ولندخل فى الموضوع سريعاً فأنا أرى أنى متشابه معك لكن للأسف فى النصف الأول من كلامى فقط وأريد أن أعلم كيف أحقق النصف الثانى لأصبح مثلك فأنا أعتقد أن ما تبديه وما هو واضح من خلال مراقبتى لك لخمس أيام هو حقاً نفس ما بداخلك من الطيبة والإلتزام وأنك لست من الشيوخ الذين يجيدون الإهتمام بالمظهر الخارجى فقط وبإختصار أقصر فأنا أشرب وأتعاطى وتقريباً تلك أول مرة أصلى فيها بالمسجد منذ اكثر من ثلاث سنوات فلذلك جئت إليك ؟ فقلت له وماذا تقصد بعد كل هذا ؟ هل تريد مثلاً أن تكون شيخ أم تريد أن أعطيك دروس فى اهمية الصلاة أو أضرار التدخين ؟ فأنا أعتقد أنك تريد شيئاً غير كل هذا لكن صدقاً لا أعلمه ومنْ يدرك الخطأ ويعلم أنه خطأ ويصر أن يرتكب الخطأ فهو لا يحتاج إلى نصيحة أياً من البشر فهو يحتاج مثلاً قوة إرادة وعزيمة وهنا صاح قائلا وقد لمعت عيناه نعم هذا ما أقصده أريد عزيمة وإصرار نعم هذا ما أريده قثلت له ومن قال لك أنك لا تملك ما تريد فقط انت لم تروض العزيمة والإصرار ولم تنتبه للحظة الفارقة فأنا قد قرأت فى كتاب أن الإنسان فى حياته يمر بمراحل وكل مرحلة قد تكون بها قوة رافعة أو قوة خافضة وتلك القوة هى بالفعل واحدة ولكن قد تختلف من شخص لآخر فلربما تكون قوة رافعة لشخص ولشخص آخر قوة خافضة فمثلاً أنت كشاب لو أردت الإرتباط بالفتاة التى أحببتها ولكنها رفضتك لأنك لست من مستواها فمن الممكن أن تتأثر قليلاً ولكن ستمر الأمور كغيرها وقد تكون بالنسبة لشخص آخر نهاية المشوار ويصاب بإنهيار أو قد يلجأ للإنتحار وبالنسبة لشخص ثالث قد تكون قوة رافعة بمعنى أن يبذل مجهوداً إضافياً فوق الذى يبذله ليرتقى بأنفسه أكثر إرتقاء مما ستتزوجه ، وهنا لمعت عين هذا الشاب وقال الحمد لله أننى قد تحدثت معك ، لكن حقاً أنا لا يوجد عندى مثقال ذرة إرادة فقلت له صدقنى انت بك من العزيمة والإصرار ما هو قد يكون أكثر بأساً منى وكل يوم لابد وأن تمر بأكثر من عشر مراحل يومياً ولكن لأبد أن تكون متيقظاً حتى تكون كالشخص الثالث الذى لا يترك الأمور تضيع هباءاً منثورا ولعلمك لا توجد قوة رافعة دون القليل من العزيمة أو الإصرار ولا يوجد فى هذا العالم شخص ليس لديه عزيمة أو إصرار فكرر كلامه أنا معدوم الإصرار فقلت له لاحظ أنه هناك فرق بين أن تكون معدوم الإصرار أو لا تستطيع توجيه هذا الإصرار ودعنى أضرب لك مثلاً لو أخبرتك أن الجبل الذى أمامنا لو صعدته ونزلته لعشر مرات متواصلة سأعطيك " بكتة " حشيش كاملة فهل بالله عليك ستتأخر فى التفكير على هذا العرض المغرى بالتأكيد لا وسأرى منك قوة وإصرار ربما لا تتوافر لدى ولكن على النقيض لو قلت لك صلى أربع ركعات فقط لا غير ستشعر فجأة بالنوم والتعب وربما تكون قوتك كلها خارت لمجرد سماعها لكلمة " صلى " إذن فنحن متفقين أن العزيمة والإصرار موجودتين لكن غير مروضتين للإتجاه الصحيح المهم وحتى لا أطيل عليك سأقص عليك ما حدث معى منذ خمس سنوات ولكن بعد صلاة العشاء فسيرفع الآذان بعد خمس دقائق وقمنا لأداء صلاة العشاء وبعد أن صلينا وأنتهينا من السنن المفروضة كذلك خرجت أنا وهو من المسجد وأخذنا نتمشى وقلت له والآن أسمع منذ خمس سنوات وبالتحديد فى شهر يناير وليلة رأس السنة شربنا وتعاطينا كل ما يخطر ببالك ومالا يخطر وكان كلاً من أفراد جماعتنا يستطيع أن يتدبر ماله بطريقته الخاصة فمنهم منْ كان يأخذ المال عنوة وبكل تجبر من المارة ومنا منْ كان يعمل ويشتغل وعلى الرغم أننى كنت مشهوراً بالفساد الإ أنه كان فساد ذاتى أو فساد شخصى فلم أكن أجرؤ يوماً على أن أحمل مطواة أو اخذ مالاً بغير وجه حق من أى شخص لا أعرفه فما بالك بمنْ يسكنون بجوارك فقط أشرب وأتعاطى وأشتم لكنى أبداً كذلك لم أجرؤ على سب الدين ولم يكن علىَّ رقيب ولكن كان هناك خطوط حمراء لم أستطع أن أتعداها ولا أعلم حتى الآن ما هو السر فى ذلك ، المهم كنت أتقابل أسبوعياً مع أصدقائى أصدقاء السوء طبعاً وكنت أنا رابعهم وفى الأسبوع الثالث جاء إلىَّ صديق وقال لنا أنه اتفق مع أربع بنات وسنسافر ونقضى هذين اليومين بشقته بالإسكندرية وكنت أنا وصاحب الشقة الذى سيحضر البنات وأثنين أخوة وأتفقنا أن نسافر آخر الشهر ولكن فى نهاية جلستنا قررنا أنا نسافر فى آخر جمعة من الشهر حتى نعود سريعاً مع بداية الأسبوع وكنا سنسافر بسيارة الأخوين وغادرنا جميعاً وذهبنا وبعدها بيومين أتصلا الأخوين وأخبرونا أنهم لن يستطيعوا المجئ معنا لظروف قهرية ، المهم أتفقت أنا وصديقى على أن نذهب وحدنا وبالفعل ذهبنا إلى الموقف وركبنا السيارة وكانا بها ثلاثة أماكن شاغرة وصعدنا نحن الأثنين وجلسنا ندعى لأول مرة ونتقرب لله أن يأتى فى المكان الشاغر فتاة جميلة لا يتعدى سنها الثلاثين عام وأصبحت الخيالات تسرح بنا رغم أننا سنقضى سهرتين ليستا حمراء فقط بل كل الألوان ولكنا أفقنا من حلمنا على كابوس فلقد صعد رجل يكبرنا بخمس سنوات وذو لحية وجلباب أبيض فهو كان أحد الشيوخ وتعلم أنت كم نكره الشيوخ فضحك وضحكت أنا أيضاً وكنت أنتظر منه أن يحدثنا فى الدين والصلاة وكل تلك الأمور وأنت تعلم هذا يلقى كلمة وآخر يرد عليه حتى تجد كل ركاب السيارة يتجاذبون أطراف الحديث دون سابق معرفة أو إنذار المهم جاء الكلام عن العلم المصرى الذى بدأ يرفرف فى كل الأماكن وما هو السر الحقيقى لتعلقنا الشديد به فى الآونة الأخيرة وتدريجياً بدأ الحوار يأخذ منحنى آخر وتحول قليلاً للسياسة وقال الشيخ البلد كلها أصبح بها مشاكل وهنا وجه طلقة لى أقصد سؤال ما رأيك فى حال البلد ؟ فلم أعلم ماذا أجيب فقلت له تمام وزى الفل وأندهش من إجابتى وبدأ يسألنى عدة اسئلة وكنت مضطر أن اجيبه أنا وصديقى حتى لا يسألنا عن الصلاة أو الدين فإذا سألنى سؤال فى الدين ربما لن أستطيع أن أجيب إجابات كتمام وزى الفل وكنت أنا مرتاح للكلام معه فلأول مرة أتكلم مع شيخ لا يكلمنى عن الدين والصلاة ولكن صديقى كان على أشده وكلما تمر خمس دقائق أقول أنه لن يستطيع أن يكتم غيظه لخمس دقائق أخرى ولا أعلم لماذا هل لأنه يكره الشيوخ أكثر منى أم لأنه يريد أن يعيد ترتيب الأدوار مرة أخرى قبل أن نذهب للبنات ولكنى لم ألقى لصديقى هذا اى أهتمام حتى بدأ كلامى مع الشيخ يتطور ولاحظت من كلامه أنه بدأ يعرفنى على حقيقتى وأننى جاهل فحقاً طريقة كلامك هى أنت وهى شخصيتك فأقلل من كلامك تنجو بنفسك وبدأ يتكلم هو ووصف لى المعتقل وكم كان يُعذب هناك وأكثر ما ادهشنى حين علمت أن اول مرة دخل بها المعتقل كان عمره لا يتعدى العشرين عام وكان مستمر بحديثه لكنى لاحظت أننا أقتربنا وكان فى بادئ الأمر يندهش من إندهاشى لكن حينما علم سر إندهاشى لم يندهش وهنا قال السائق حمداً لله على السلامة لن أستطع الدخول أكثر من هذا وبالفعل بدأ الركاب فى النزول ولكن صديقى صاح بالسائق لا لن ننزل فنحن نريد أن ننزل عند الموقف وليس قبله بكيلو مترات وكاد الأمر ان يتطور لولا أن تدخل الشيخ قائلاً أعذره يا اخى فهو لن يستطيع أن يكمل أكثر من ذلك والإ تحطمت سيارته المهم نزلنا نحن الثلاثة وفجأة قال لنا الشيخ أختبئوا .. أختبئوا وأخذ يشدنا إلى أحد البيوت المجاورة ولم نعرف ما الذى يحدث هل نحن مثلاً ركبنا خطأ بدلاً من الأسكندرية ركبنا لقطاع غزة ؟!! وهل الشبه لهذه الدرجة ؟!! وما كل هذا الرصاص وهذا الطوب الذى يلقى من الجانبين ؟ وكنت أنا وصديقى مندهشين مما يحدث ولكن الشيخ لم يكن مندهشاً على الإطلاق وكأنه على علم بما يحدث وما يدور هنا ، وهنا صاح الشيخ فى صديقى قائلاً له أين أنت ذاهب ؟ أنتظر .. أنتظر لن نستطيع الخروج الآن فقال له دعنى أنهى لك ما يحدث وأخذ يشتم الجميع ويسبهم ثم قال لى هكذا سنتأخر على البنات وطبعاً أنا كنت فى شدى خجلى بعد أن كنت أحاول إظهار بعض الإحترام أو التأدب أمام الشيخ فجاء صديقى وهدم كل شئ فى ثانيتين فقط وجلسنا ربع ساعة تكلمنا أنا والشيخ ثم بدأ يكلمنى عن الصلاة وكلمنى فى الدين فأحسست أنى أكلم شخصاً آخر غير الذى كنت أكلمه لمدة ساعتين ونصف بالسيارة ولا أعلم لماذا احسست معه هذا الإحساس ولكن ربما لأنه فقط الآن بدأ يكلمنى عن الصلاة وهذا أيضاً لما سمعه من صديقى من شتائمه وسبابه الذى تقشعر له الأبدان وكان صديقى قد بعد عننا قليلاً بعدما رأنا نتكلم عن الصلاة فهو لم يطق أن يكمل معنا ومرة أخرى أخذ يسب ويصيح موجهاً سبابه لأصحاب المشادة والخناقة التى بين تلك العائلتين فهو أكيد ثأر بين تلك العائلتين أنا سأخرج لكم وأريد أن أرى أو أمسك بأحدكم وحاول الشيخ أن يمسكه أو يمنعه ولكن صديقى كان قد خرج مسرعاً ثم قال لى الشيخ إياك أن تخرج ووجدت فى كلامه رهبة شديدة ولو كنت سأجلس مكانى عاماً كامل ما كنت خرجت بعد تلك النظرة التى رمقنى بها وتلك اللهجة التى كلمنى بها وذلك على الرغم من قوتى وتجبرى وتكبرى الإ أننى حقاً خشيته وخشيت أن أغضبه فى تلك اللحظة وكنت معه كالقط الوديع بعد أن كنت أسد مفترس ثم خرج هو الآخر مسرعاً خلف صديقى ثما عادا هما الأثنين ولكن يا للمفاجأة فلقد جاء الشيخ حاملاً صديقى ووجهه وجسمه بأكملهما ملطخين بالدماء ثم وضعه إلى جانبى على الأرض وقال لى أنتظر هنا معه سأخرج وأحاول أن احضر له بعض الإسعافات الأولية وأنت ..... ولكنى لم أسمعه جيداً وتركنا وخرج وهنا كلمنى صديقى وقال لى كم أنت محظوظ يابن ..... فقلت له لا تتكلم لا تجهد نفسك فأنت متعب بما فيه الكفاية أسترح أسترح قليلاً فقال لى لا لقد أنتهى الأمر أنتهى كل الأشياء ثم قال لى أن الله يحبك كثيراً خذ هذا المفتاح ستكون أنت وحدك ومعك أربع بنات فى شقة بها كل شئ كم أنت محظوظ وبعدها لم ينطق ثانية وهنا جاء إلى الشيخ وكان هو الآخر ملطخاً بالدماء وسألنى هل قضى الله
أمراً كان مفعولا فقلت له ماذا تقصد ؟ فقال هل توفى صديقك ؟ قلت له وأنا أبكى وكلى مرار وحزن على فراقه نعم  وسألنى الشيخ هل لقنته الشهادة كما أخبرتك قبل أن اخرج ؟ فقلت له ماذا تقصد بألقنه الشهادة ؟ فقال لى لما أنت مقصر هكذا فى حق نفسك ؟ نحن نحاول تغيير التاريخ وأنت وأمثالك فى رأيي لم تكن ولم تعش فى هذا التاريخ أصلاً فقلت له تاريخ ؟!!! لما تلك المنازعة الكبيرة وأين الشرطة أم أن الشرطة لا تعرف سوانا الآ يعلمون بكل ما يحدث هنا ؟ فقال لى خئست وخسرت وخسروا كل منْ هم مثلك تلك ليست منازعة أو مشادة بل تلك ثورة آجلاً أو عاجلاً ستسمع عن ثورة خمسة وعشرين يناير وستسمع عن تلك الجمعة أيضاً جمعة الغضب والآن دعك من هذا كله وأعطنى يدك بسرعة وكان بيدى اليسرى المفتاح مازالت قابضاً عليه بيدٍ من حديد فأعطيته يدى اليمنى فأعطانى مصحف لم أرى أجمل منه وهذا بدون مبالغة فآخر مصحف رأيته كان من عشر سنوات تقريباً ولم أكن أعلم سر جمال هذا المصحف فالمصاحف كلها تقريباً تشبه بعضها ولكن حين أمسكته بيدى سرَّ بجسمى رعشة وقشعريرة غريبة جداً وفرحت به كثيراً ولا يوجد بيت يخلو منه مصحف أو أثنين أو أكثر لكن ربما الأتربة التى عليه تمنعنا أن نراه بوضوح وفجأة وجدته يشد على يدى جيداً قائلاً والآن أنا لى عندك طلبين فقط لا غير فقلت له أأمرنى فقال لى أولهما.. بالله عليك لا تذهب لتلك الشقة أبداً وثانيهما.. آمنتك الصلاة فحافظ عليها وحافظ على هذا القرآن فأحفظه ليحفظك الله وصدقنى لو تدبرته بقلبك فتلقائياً سيحفظه عقلك فقال لى والآن ألن تلقنى ؟ فقلت له ماذا ؟!! فقال دعك من هذا ولا تترك نفسك على حالك هذا وأشهد أن لا إله الإ الله وأن سيدنا محمداً رسول الله ومات على يدى هو الآخر وفارق على يدى الحياة أثنين فى أقل من دقيقتين ....... ونظرت بعدها إلى الشاب الذى جائنى بصلاة المغرب وجدته يبكى وعينيه فاضت بالدموع فقلت له هوناً عليك وهنا أخرجت من جيبى مفتاح فقال لى هل هو هذا ؟ فقلت له ماذا ؟ ثم ادركت ماذا يقصد فقلت له لا لا فلقد ألقيت به فوراً ما أن توفى الشيخ فقال لى وما هذا إذن ؟ فقلت له ستعلم ولكن بعد قليل ورجعنا إلى المسجد وقلت له أتعلم صديقى والشيخ الأثنين صورتهما نزلت فى صور عديدة وكُتب عليها شهداء ثورة يناير ولم يفصلهما سوى خط رفيع ولكنى عندما أتأمل وأسرح فى يوم القيامة لا أرى هذا الخط ولكن أرى ..... دعك من هذا كله فلقد وصلنا وفتحت المسجد ودخلنا المسجد مرة ثانية وبعدها ذهبنا إلى مكتبة المسجد وأخرجت منها مصحف فقلت له والله هو ذات المصحف الذى أعطانى إيه الشيخ والآن وكما قال لى الشيخ سأقول لك " آمنتك الصلاة فحافظ عليها وحافظ على هذا القرآن فأحفظه ليحفظك الله وصدقنى لو تدبرته بقلبك فتلقائياً سيحفظه عقلك "

كتابة وتأليف/ معتز الأدميرى



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More