الأقسام الرئيسية

يوم من حياتى


صورة أرشيفية ليست خاصة بالقصة

أبويا .. والدي .. بابا .. تعددت الأسماء والصفة واحدة نعم فليا الحق أن أفخر بوالدى أيَّما فخر ، فهو رجل ناجح فى عمله سؤاء كطبيب فى تلك المشفى الخيرى أو فى عيادته الخاصة  ، وهو أيضاً لم يبخل علىَّ بشئ بل لم يدعَّنى أُفكر بأى شئ ولمَّا لا فأنا الأبن الوحيد والمدلل له ولأمى ، وكل ما أتمناه قبل أن أتمناه أجده لدى ويوجد حولى أيضاً الكثير من الأصدقاء وكلنا نعلم فى وقت من الأوقات منْ منهم صديق ومنْ منهم من هو غير ذلك ، ولن أنسى أبداً يوم أن كنت أسير مع احدهم ذات ليلة وقال لى ماذا ستفعل غداً ؟ فأندهشت وأجبت بإستنكار على ذاك السؤال وقلت مثل الأمس وقبل الأمس وكل يوم سأذهب إلى النادى فى الصباح وأتمشى بالسيارة بوسط البلد وسأذهب إلى السينما ليلاً أو أى شئ جديد يطرأ فلا يوجد شئ محدد أفعله فقال إذن غداً أنت معى سنذهب إلى مكان أنا أثق مليون بالمائة أنه سيغيرك كلياً وأنت لم تذهب إليه مطلقاً ، فأخذ عقلى يسرح بخيالى أى الأماكن يقصد ، لكن لم أستطع مواصلة التفكير لأننى كنت أعلم أننى مهما فكرَّت فلن أعرف فصديقى هذا لم يكن كباقى أصدقائى فهو من ذاك النوع الذى يطلق عليهم أنه لديه هدف فى الحياة أو يعلم ماذا يريد وكان أيضاً لا يحب أن أقوم أنا وحدى بتحمل نفقة الرحلة والتجوال كما يفعل الجميع معى بل كان يريد أن يشاركنى دائماً ولا أعلم ما الهدف من وراء هذا ، المهم جاء غداً وأنا أتلهف بشدة إلى أى الأماكن سيأخذنى !! وما هذا المكان الذى سيغيرنى كلياً !! وبالفعل ركبنا سيارتى ووضع بشنطة السيارة شنطة سفر كبيرة سوداء اللون وهنا لمعتْ عيناى ربما سيأخدنى إلى شقته التى بالأسكندرية أو شقتى الموجودة بمرسى مطروح ولن نذهب إلى أحدى الأماكن التى يذهب إليها ويحبها هو ، وطلب منى مفاتيح السيارة لأنه هو الذى يعرف الطريق وأعطيته إياها  وبالفعل إنطلقنا وأنا احمد الله أننى لن أذهب إلى مكان لا أحبه كالمكتبات أو الندوات أو مثل تلك  الأماكن فتلك الأماكن تصيبنى بالغثيان ولا أستطيع تحملها ، فما أحلى البحر والإنطلاق وبعد أن سرنا بالسيارة لمدة ساعة ونصف توقف فجأة أمام بناية كبيرة وهنا ضاق قلبى وقلت فى نفسى يا إلهى مرة أخرى هذه أكيد جامعة أو معهد أو مكتبة أو مكان مخصص للندوات وقلت له مازحاً يا إلهى قلبى الصغير لا يتحمل لماذا تفعل معى هذا ؟!! أهذا هو المكان الذى سيغيرنى ؟!!! هذه غلطتى لأننى لم أسألك قبل ان أذهب فقال لى صبراً جميلاً وبالفعل دخلنا إلى هناك بعد أن أخذ تلك الشنطة الكبيرة من سيارتى وسلمنا على المدير وما أن سلمت على المدير رأيت أطفال دون الخامسة عشر وكلً منهم لديه شئ يفعله ورأيت لوحات رسم فى غاية الروعة والجمال وتحت كل منها سعر زهيد جدا جدا بالنسبة لجمال تلك الصور فأنا مولع بكل مو هو جمالى والزخارف وأكاد أجزم أننى أشتريت مثل تلك اللوحات لكن بسعر أعلى بكثير فتركتهما وذهبت للوحات ورأيت أيضا لوحات مكتوب بها آيات قرآنية بطريقة فى غاية الروعة والجمال ورأيت مفارش قصيرة تصنعها مجموعة من الفتيات لكن ما أن تراها تتخيل مكانها بالشقة لديك او بالفيلا أو مكتبك وأخذت أذهب هنا وهناك وفجأة وجدتنى فوق منصة عالية وقد قررت أن أشترى معظم اللوحات أن لم أأخذها كلها وهنا صاح إلى المدير قائلاً يا أستاذ محمد أرجوك تكلم معهم قليلاً وأندهشت جداً من هذا الطلب ولم أكن أعرف ماذا أقول ولكن جاء الكلام تدريجياً وسألت أحدهم منْ قام برسم تلك اللوحات فأجاب أحدهم أنا وقلت للباقى هيا فليتكلم كل منكم خمس دقائق فقط وليقول ما يقول وبالفعل تكلموا جميعاً وكان لكل منهم دور وعمل فى هذا المكان وبعد أن أنتهو جميعاً سألنى أحدهم وأنت ماذا تعمل ؟ أو ما هى وظيفتك ؟ فذهلت من هذا السؤال المفاجئ فأنا فى الثانية والثلاثين من عمرى ولم أعمل بأى مهنة أو وظيفة وقلت له أنا والدى طبيب مشهور ولديه عيادة خاصة كبيرة وسألنى آخر هل أنت كنت متفوق بالدراسة مثلى ؟ فأنا حاصل على 97 بالمائة فى الشهادة الأعدادية ، فقلت له والدتى حصلت على 97 بالمائة أيضاً وتخرجت من كلية الهندسة وقال آخر هل تعلم أننا نعرض منتجاتنا فى كل المحلات الكبرى ؟ قلت له بالفعل رأيتها وأشتريت منها الكثير أن وبعض من أقاربى وأصدقائى لكن لم أكن أعلم أنكم منْ تقوموا بعملها وقالت لى فتاة كلمنا أنت عنك خمس دقائق فقلت لها أنا والدى دكتور كبير ووالدتى مهندسة وللأسف ليس لدى أخوة فأنا وحيد للأسف وخالى يعمل مدير شركة ووو .. حتى قاطعتنى وقالت قلت لحضرتك كلمنى عن نفسك وليس عن أسرتك فمنْ أنت ليس منْ عائلتك ؟ وهنا قاطعنى المدير وقال لى أستاذ محمد أريدك لحظة واستأذن الأطفال وحمدت الله أنى وجدت منْ ينقذنى من ذاك الموقف وأخذنى المدير وخرجنا جميعاً ولم يكن هناك شئ مهم لكنه أحس بى وبعد أن خرجت أن وصديقى من ذاك المكان وركبنا السيارة أخذت أفكر فى كلام تلك الفتاة الصغيرة وفى كل ما رأيته داخل ذلك المكان وفجأة سألت صديقى ما هذا المكان العجيب ؟ فقال لى الآ تعلم تاريخ اليوم ؟ أنه اليوم الأول من شهر أبريل !! الآ تعلم أنك لم تتكلم عن نفسك أكثر مما تكلمت عن والدك ووالدتك وأقاربك وأصدقائك !! الآ أتعلم أنك كنت بدار الأيتام ونحن كنا نحتفل معهم بالهدايا التى قدمناها وسيقومون هم بفتحها ؟!! وهنا كانت الصدمة ولم أتفوه بكلمة ولكن الحمد لله كان هذا قبل ثلاث سنوات أما أنا الآن فأعمل مترجم ومسئول العلاقات العامة بشركتنا أنا وصديقى السياحية ومنذ ذاك الحين لم أنقطع عن زيارتهم كلما سنحت لى الفرصة وكم منْ موقف يمر يومياً مرور الكرام ونحن ننتظر راقدين .. نيام فكن متيقظ حتى تغتمنها قبل فوات الأوان .



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More