الأقسام الرئيسية

الأزهر - فساد مؤسسة تعليمية يهدد مستقبل أجيال قادمة


الأزهر منارة العلم فى العالم الإسلامى كما يطلق عليه ولكن من وجهة نظرى المتواضعة فبدلا من أن يكون منارة حقيقية للعلم وبدلا من أن يساهم فى تنشئة أجيال متفوقة تحافظ على الدين وتجمع بين العلوم التجريبية وبين العلوم الشرعية الإسلامية فإنه أصبح مصدرا من مصادر الجهل النابعة من الجمود الفكرى بين أروقته وأنظمة التعليم فيه ، وبفرض أن كلماتى لاذعة نوعا ما فى وصف الحال التى يمر بها الأزهر إلا أن هذه هى الحقيقة التى يجب أن يدركها الجميع وبخاصة القائمين على الأزهر ومنهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذى فور أن تم تعيينه بالأمر المباشر من الرئيس السابق مبارك بدأنا نسمع منه أفكارا تغييرية وإن كانت مبدئيا تدل على توجه جديد ورغبة فى تجديد وتحسين منظومة الأزهر إلا أن الخطوات التى يتم إجرائها ليست كافية بالدرجة التى يأملها الكثير من طلاب الأزهر من الناحية التعليمية وأيضآ باقى أطياف المجتمع المصرى على مختلف المستويات والإتجاهات الفكرية ، وبما أنه تم التوجه نحو تعديل القوانين الخاصة بالأزهر فإننى وبرغبة الكثيرين نقترح إعادة هيكلة كاملة للأزهر وخاصة المنظومة التعليمية التابعة للأزهر التى بدأت تثبت مدى الإفتقار إلى التحديث والتجديد بما يتماشى مع متطلبات الواقع المعاصر وبما يضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف التى ينشدها الأزهر فى تخريج أجيال قادمة تقود المجتمع وتعمل على مصلحته ، ولكى أكون واضحا بشكل أفضل فسأطرح مجموعة أفكار من شأنها أن تحقق رغبة الكثير من الطلاب على الرغم أن بعض تلك الأفكار قد لا ينطبق تنفيذها عليهم لأنه قد فات الأوان لذالك ومن تلك الأفكار ما يلى :
البند الأول وكفكرة سريعة عن نظرة أطياف الشعب المصرى للتعليم الأزهرى فإنها نظرة تتسم بارتباطها فى مخيلتهم بأنه تعليم صعب ومعقد مما يجعل الكثير من الناس يبتعدون بأبنائهم عن التعليم الأزهرى ، والمقترح يكون بوضع نظام سلس وبسيط يتم تطبيقه على الطلاب بدءا من المرحلة الإعدادية ويعتمد على فحص قدرات الطلاب ومدى تفوقهم فى المرحلة الإبتدائية ويتم فرزهم إلى طلاب متفوقين فى المواد العلمية مما يؤهلهم لاقتصار تعليمهم على مواد القسم العلمى وطلاب آخرين متفوقين فى المواد اللغوية والدينية مما يؤهلهم ليكون تعليمهم مقتصرا على المواد الشرعية والأدبية وذالك يتيح للطلاب القدرة على التركيز بشكل أكبر فى المواد التى نبغوا وتفوقوا فيها وبذالك يمكن للأزهر أن يخرج أجيال حقيقية تقود المجتمع وليس المهم أن يكون كل الشعب عبارة عن علماء فى المواد الشرعية ولكن المهم أن يكون هناك أشخاص متميزين فى مجالهم سواء شرعى أو علمى أما بالنسبة للوضع الحالى فللأسف الطالب لا يستطيع الجمع بين المواد الشرعية والعلمية فى آن واحد وربما وجود هذه الطريقة فى التدريس يعود إلى الأزمنة القديمة التى كان العلماء العرب المسلمين من أمثال ابن سينا يجمعون فيها بين كافة العلوم مثل الطب والفلك والهندسة واللغة والتفسير والحديث والبلاغة ويرجع ذالك لافتقارهم قديما إلى أنظمة تعليمية حديثة بعكس هذا الزمن ، وعلى هذا الأساس يكون ملخص هذا المقترح لهذا البند يتمثل فيما يلى :
1 - الطلاب المتفوقين فى المواد العلمية يتم اقتصار تعليمهم على المواد العلمية مع جعل القرءآن الكريم وعلم التوحيد مادتين أساسيتين يتم تدريسهما للطلاب مع إتاحة الفرصة لاختيار قسم علمى رياضيات أو قسم علمى علوم للطلاب فى المرحلة الثانوية من السنة الأولى .
2 - الطلاب المتفوقين فى المواد اللغوية والشرعية يتم اقتصار تعليمهم على المواد الشرعية والأدبية مع إتاحة الفرصة لهم لاختيار التخصص المناسب سواء كان مواد شرعية فقط أو أدبية فقط مع جعل مادتى القرآن الكريم وعلم التوحيد أساسيتين فى حالة اختيار مواد أدبية فقط وذالك فى المرحلة الثانوية .
البند الثانى فمن حيث الأسلوب التعليمى فى الأزهر فهو حاليا وللأسف الشديد أيضا يتسم بالجمود وعدم التماشى مع الإنفتاح الثقافى ولا يتلائم مع الواقع الذى تعيشه المجتمعات المتحضرة ويعتمد على أسلوب التلقين ذالك الأسلوب المتصف دائما بالبدائية والإنجراف نحو الأساليب التى هى فى الأصل السبب الرئيسى وراء تخلفنا عن قيادة الحضارة الإجتماعية كما كنا نقودها وقت أن كانت مجتمعاتنا ممتثلة للمنهج الربانى الذى يدعوا للبحث فى العلوم الكونية والطبيعية وإعمال العقل والتفكير  فيها ، ومن منطلق أن المسيرة التعليمية الناجحة تعتمد فى الأساس على أسلوب مداولة الأفكار والمعلومات لتكون محور نقاش بين المعلم وطلابه لذا فإنه يلزم لتحقيق هذا الأمر إعادة هيكلة الأسلوب التعليمى القائم حاليا ولإتمام ذالك فإن المقترح لهذا البند يكون كالتالى :
1 - إعادة تأهيل كوادر المعلمين علميآ بما يضمن تحسين ارتباطهم بالطلاب وسلوكياتهم وقدراتهم العقلية والتحصيلية عبر آليات حوار ومناقشة فعّالة.
2 - أيضا تأهيل كوادر المعلمين تكنولوجيآ بما يضمن تماشيهم مع تطورات البيئة التدريسية الحديثة فعلى سبيل المثال ليس من المعقول أن يكون الطالب متمكنآ من استخدام الوسائل الحديثة مثل الحاسوب والإنترنت بشكل جيد فى الوقت الذى لا يستطيع معظم المعلمين والمعلمات فى الأزهر مجرد معرفة زر تشغيل الكمبيوتر.
البند الثالث ويستند إلى أن شبكة الإنترنت تقرب البعيد وتجعل الصعب يسير وتزيد من قدرة المؤسسات والأفراد والمجتمعات على التواصل مع رخص تكلفتها المادية سواء من ناحية الأفراد أو المؤسسات فلماذا لا يتم استخدامها فى المسيرة التعليمية مع إمكانية استغلالها لتكون أداة يتم من خلالها إيصال الأفكار وتبادل المعلومات بشكل سهل وسريع وذالك فى الوقت الذى تشكل فيه الإنترنت سببآ رئيسيا فى اهتزاز العروش والممالك تحت أقدام سلاطينها وحكامها.
وبما أنه قد يكون من ضمن الأسباب الرئيسية فى تخلف الأزهر عن مسيرة التكنولوجيا هو ضعف الميزانية المصروفة له وقلتها فبذالك يتوجب استصدار ميزانية جديدة يكون من شأنها تحسين آداء الأزهر لكى يتخلص من تلك الضغوط التى كانت تهدف لتدميره والقضاء عليه فى عهد النظام البائد وليرجع الأزهر إلى دوره المعتاد فى احتضان الرسالة التعليمية بشكل راقى ومتميز يرضى طموح أبنائه ، وعلى هذا يكون المقترح النهائى لهذا البند كالتالى :
1 -  استصدار ميزانية جديدة يستخدم جزء منها فى توفير الأدوات التكنولوجية المتقدمة لخلق بيئة تعليمية حديثة مترابطة فيما بينها بأنظمة تقنية تساعد الطلاب على الارتباط بها لزيادة معدلات قدراتهم على التحصيل الدراسى مع توفير بيئات نقاش يشرف عليها المتخصصون وهذا يحتاج لدراسة من قبل خبراء تقنيين لوضع الخطط اللازمة لذالك بشكل أكثر تخصصا .
وبهذا نستطيع أن نقول أنه إذا كانت المسيرة التعليمية فى الأزهر ستتجه إلى هذه الطريقة المتميزة فإنه بالفعل سيتم تحقيق ما كان ينتظره طلاب الأزهر منذ فترة طويلة فى الوقت الذى سبق وأن بدأت بالفعل وزارة التربية والتعليم ومدارس التعليم الخاص تنفيذ تلك الخطط فى منظومات تعليمها منذ عدة سنوات مضت ، وتحقق معه نجاح ملموس فى الأداء التعليمى للوزارة وللمدارس والمعاهد الخاصة الأخرى .
أخيرآ فإن البند الأول يعتبر الأهم ويليه فى الأهمية بشكل مباشر البند الثانى ، حيث لا أهمية للأول بدون الثانى أو العكس ، أما البند الثالث فأهميته تكون بقدر اهتمامنا بالوسائل العصرية الحديثة وتقديرنا لقيمتها الفعّالة وأهميتها فى رفع مستوى الآداء العلمى فى جميع المجالات وإذا تحقق تنفيذ البند الثالث فإن هذا يضيف ميزة قوية للمنظومة الأزهرية ، ونتمنى أن لا يقتصر الأمر على ذالك حيث أنه من الأهمية أن نطور من مؤسساتنا ونرفع من شأنها باستخدام كل ما هو متاح علميآ وتقنيآ وفنيآ ، وليست المؤسسات الأزهرية بأقل شأنآ من غيرها وعلى الله قصد السبيل . 

كتبه : طاهر المهدى
 - تم الطرح لصالح بوابة معتز الأدميرى بتاريخ 25 - 5 - 2012 م .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More