الأقسام الرئيسية

كلمات

 
كان صديقى منذ سبع سنوات أو أكثر قليلاً وكان صديقى بالشركة منذ خمس سنوات أوأقل قليلاً وقد كان حقاً شخصاً مميزاً ورائعاً لا تمل منه مهما جلست معه الإ أنه كان لديه عيب كبير وخطير ويشهد الله أنى حاولت أن أغيَّر منه لكنه كان أشد منى صلابة وهذا العيب هو نفاقه بل نفاقه الشديد والذى أرى أنه أيضاً بلا مبرر - إن كان للنفاق مبرر - فأنت ربما تجعلك الظروف أن تنافق شخص لتنال شئ ما فى وقت ما الإ أن صديقى هذا كان ينافق الجميع والجميع بلا إستثناء كان ينافق المدير وكنت أعلم أنه يريد أن يكون مكانه لكن لماذا كان ينافق المدير هل يريد أن يكون رئيس قسم المحاسبين أولاً ويفوقنا على الرغم أنه لم يدخل الشركة الإ منذ أربع سنوات فقط تقريباً وكان ينافق أيضاً المحاسبين الذين معنا بالشركة ولم أكن أعلم السبب وكان أيضاً ينافق هذه المحاسبة الشابة وكنت أعتقد أنه يريد أن يتزوجها لكن كيف فهى ليست جميلة بل أنها دميمة الوجه غير أنها ليست على قدر مستوانا وتلك أرملة لا أعلم لماذا يتحدث معها بتلك الطريقة وحين سألته ونحن نسير وحدنا ماذا تريد منها فكنت اعلم ماذا يريد فهو كمعظم الرجال الشباب فى هذا العصر وهى أرملة لكنه فاجأنى بأنه لا يريد منها أى شئ وأخذ يعطينى كلام لم أفهم منه شيئاً الآ أننى كنت أصدقه جداً ولا أعلم كيف أصدقه ولماذا يريد ان تزداد شعبيته فى تلك الشركة ؟!!! فهل المناصب من الممكن أن يتولاها الشخص فقط لأنه منافق أو أن الجميع يحبه ؟!! أنا لا أعتقد ذلك فعملنا تقريباً بنفس الكفاءة ليس فقط بيننا نحن الأثنين بل جميع منْ بالشركة وأخذت أسأل لماذا يريد ان تزداد شعبيته فى تلك الشركة فهو وبحق أصبح أكثر شخص محبوب فى تلك الشركة رغم أنه الأحدث فى تلك الشركة ؟!! وأخذ سؤالى يتكرر فى ذهنى الآلاف المرات ولم اكن اعلم له إجابة حتى علمتها لكن للأسف جائت متأخرة رغم أن صديقى كان دائما ما كان يخبرنى الحقيقة وأصدقه فى وقتها لكن م ألبث الإ وأن يعود شكى مرة أخرى فالبصدفة الغريبة وجدت منذ يومين ورقة كانت مكتوبة بخط يده كان ما بها موجهاً لى الآ اننى لم أراها قط ، أسف نسيت أن اخبركم أننى الآن وجميع منْ بالشركة ف ذكرى صديقى السنوية فلقد رحل عنا منذ ثلاث سنوات ومنذ رحيله وهذا اليوم أصبح أجازة رسمية لكل منْ بالشركة وكان مكتوب بداخل الورقة
بل هى كلمات
لا تعتقد أنه نفاق بل هى كلمات
فهى قد تُحى قلباً بعد أن مات
قد تُحى شخصاً راقداً فى سبات
يتحسر على عمرهِ الذى ضاع وفات
ف لا تعتقد أنه نفاق بل هى كلمات
فهى قد تُنسى وتُبعد أم عن الآمها
قد تُنسيها جحود أبناءها
قد تُنسيها سؤء معاملة زوجها لها
ف لا تعتقد أنه نفاق بل هى كلمات
فهى قد تُطمئن قلباً يتملكه الخوف
قد تَهدى شخصاً تائه ملهوف
قد تَجمع قلبين بين ألوف
ف لا تعتقد أنه نفاق بل هى كلمات
فهى قد تَبعد قلباً عن معاصيه
قد تجعله يعدو عدواً خلف أمانيه
قد ترسم على وجهه بسمة .. رغم مآسيه
ف لا تعتقد أنه نفاق بل هى كلمات
كلمة قد تَمسح الآف العَبَرات
قد ترسم فى جوف الأحزان أحلى الضحكات
قد تكسر حاجز الصمت وتصرخ فى وجه كل سكات
ف لا تعتقد أنه نفاق بل هى كلمات
ف أنا لا أريد سوى
أن أذكر بكلمة طيبة
عندما أكون فى عداد الأموات
وبعد أن يصبح جسمى وعظمى
رفات و فتات
ف أرجوك يا صديقى
لا تعتقد أنه نفاق بل هى كلمات
إمضاء \ صديقك الوفى الغير منافق
وأخذت أبكى وأتذكر كل ما كان يفعله وأثر ما كان يقوله على كل شخص كان يقابله فاعلم أننى كنت مخطئ ومخطئ جداً ولأسباب كثيرة فكيف يكون منافق هو يعامل فراش المكتب ويتحدث معه كما يفعل بالضبط مع المدير ولا يحدث اى فرق فى المعاملة وتلك الفتاة التى كنت أراها دميمة الوجه لم ادرك للحظة ان الله قد جعلها كذلك ولم يجعلها جميلة وفائقة الجمال لسبب ما هو وحده يعلمه فلم أكن أحمل عنها ما يؤلمها بل كنت من الممكن أن أزيد من شقائها بتجاهلى لها وهو كان يفعل عكسى تماماً وتلك الأرملة لم يكن يخشى كلام أحد لأنه فقط كان يريد أن يرضى الواحد الأحد وأخذت أتأمل وأتذكر جميع مواقفه بلا أستثناء وأتأمل وجوه الحاضرين وأكاد أجزم وأقسم أنه لو لم يكن هذا اليوم إجازاة رسمية لأعتذر الجميع ورفضوا الذهاب للشركة وأتو إلى هنا أيضا ولو كان هناك خَصم لهم لأتو أيضا فهذا الصدق الذى أراه على وجوهم ليس نفاق بل هو مردود لما كان يقوله من كلمات وتوقفت عن التأمل والسرحان والعودة بالماضى وأنصت جيداً للقرآن الذى يتلوه علينا شيخ يبدو عليه الصلاح واخذ يقرأ ويكمل قوله تعالى

وقال " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي

السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ

كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ

بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء "
 
حتى أكمل وقرأ أيضاً بعضاً من السور القصيرة ثم غادرنا جميعاً ومذ ذالك اليوم عاهدت ربى على أكون قدر المستطاع حلو اللسان وأحاول أن اخفف عمنْ هم حولى بالكلام .. إن لم أستطع ان أفعل سوى هذا وبالله عليكم لو ضايقتكم بكلامى هذا فقط أخبرونى حتى لا أعيده مرة ثانية ولا أكتب لى ولكم .. ولا أراكم الله مكروه فى حياتكم
 
 

 
 
 
 
 
 
  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More